لمعرفة مدى أهمية السماد الحيوي عليك ملاحظة أن تعرض التربة الزراعية للتدهور مع انتشار الأمراض لكل من الإنسان والحيوان ما هو إلا نتيجة للاستخدام المتزايد والمطول للأسمدة الكيماوية؛ مما أصبح من الضروري البحث عن حل للحد من استخدام الأسمدة الكيماوية من أجل الحفاظ على الأراضي الزراعية وصحة الكائنات الحية وأهمها الإنسان وهنا يأتي دور الأسمدة الحيوية من أجل استعادة خصوبة التربة الزراعية وتحسين خواصها.

ما هو السماد الحيوي؟

    يمكن التعريف بأنه:- مادة تحتوي على كائنات حية (بكتيريا، فطريات، طحالب) تساعد في نمو النباتات؛ عن طريق تيسير العناصر الغذائية الموجودة في التربة أو حتى تثبيتها من الجو بالإضافة إلى دورها في القضاء على العديد من المواد الضارة الموجودة في التربة كما أنها تعمل على إمداد النباتات بالهرمونات، والمنشطات التي تساعد على نموها بصورة جيدة.

يمكن حصر أهمية الأسمدة الحيوية في النقاط التالية

1. زيادة خصوبة التربة وتحسين خواصها من حيث القدرة على الاحتفاظ بالمياه وتيسير المغذيات للنباتات.
2. القضاء على الميكروبات الضارة في التربة وإنتاج نباتات خالية من الأمراض.
3. سميتها تكاد تكون منعدمة وبالتالي الحفاظ على البيئة من الملوثات.
4. تكلفتها قليلة بالمقارنة مع الأسمدة الكيماوية فتساعد على خفض تكاليف الإنتاج.
5. الأسمدة الحيوية فعالة حتى في ظروف نقص المياه ويصلح استخدامها في معظم الأراضي الزراعية.
6. استعمال السماد الحيوي بطريقة سليمة يؤدي إلى زيادة إنتاج محاصيل خالية من متبقيات ضارة للإنسان.

أنواع السماد الحيوي

1) أسمدة حيوية بكتيرية 

• بكتيريا تكافلية

    وهي تعيش بصورة تكافلية مع النباتات إذ تعتمد في حياتها على إفرازات جذور النباتات وبالمقابل توفر له العناصر الغذائية التي يحتاجها للنمو ويتم ذلك عن طريق تثبيت النيتروجين الجوي أو تحويل العناصر الغذائية الموجودة في التربة بصورة معقدة إلى صورة ميسرة لامتصاص النبات ومن أهم هذه العناصر الفوسفور والبوتاسيوم ومن أمثلة هذه البكتيريا بكتيريا Rhizobium وبكتيريا Azospirillum.

• بكتيريا غير تكافلية

    وهي تعيش بصورة غير تكافلية مع النباتات من أهم هذه البكتيريا هي بكتيريا Azotobacter وهي بكتيريا لا هوائية تعيش بحرية في التربة الزراعية وتعمل على تثبيت النيتروجين الجوي بالإضافة إلى دورها في حماية الجذور من مسببات الأمراض الموجودة بالتربة.

2) أسمدة حيوية طحلبية

    ويندرج تحت هذا القسم أنواع مثل (الطحالب الخضراء المزرقة BGA - الأزولا) وينتشر استعمال هذه الأنواع في حقول الأرز لتوافر المياه فيها علمًا بأن المياه هي الوسط الرئيسي لحياة هذه الكائنات وتقوم هذه الأسمدة بتثبيت النيتروجين الجوي عن طريق خلايا متخصصة تعمل كوحدة ميكروبية في تثبيت النيتروجين الجوي.

3) أسمدة حيوية فطرية

    وأهمها فطر Mycorhiza وتقوم بدور مهم في توفير العناصر للنباتات مثل عنصر الفوسفور، والزنك، والكبريت وعادة ما تستخدم هذه الأسمدة في تلقيح الشتلات ولها نتائج ممتازة في زيادة الإنتاج للمحاصيل.

ملاحظات واحتياطات يجب مراعاتها في استخدام الأسمدة الحيوية

• الأسمدة الحيوية هي كائنات حية تخزينها يكون في مكان بارد جاف وبعيد عن أشعة الشمس المباشرة والحرارة المرتفعة.
• يجب استخدام السماد الحيوي للمحصول المناسب له للحصول على أعلى استفادة منه مثل تخصيص بكتيريا الريزوبيوم للعمل بها في المحاصيل البقولية.
• مراعاة استخدام الأسمدة الحيوية بصورة متنوعة وذلك لتوفير معظم العناصر التي يحتاجها النبات سواء كانت (نيتروجين - فوسفور - بوتاسيوم - كبريت - عناصر صغرى).
• عدم خلط الأسمدة الكيماوية مع الأسمدة الحيوية وذلك للحفاظ على الكائنات الحية الموجودة في السماد الحيوي.
• لا تعد الأسمدة الحيوية بديلًا عن الأسمدة الكيماوية والعضوية ولكنها مكملة لهم في إمداد النبات بالعناصر والمغذيات التي يحتاجها للنمو بصورة مثالية.
• مراعاة التأكد من تاريخ انتهاء الصلاحية واتباع طريقة الاستعمال الموصى بها عند شراء منتج من الأسمدة الحيوية.
• عند استخدام الأسمدة الحيوية في معالجة البذور يفضل استخدام مادة لاصقة وذلك للحصول على نتائج أفضل.

ما الفرق بين السماد العضوي والسماد الحيوي؟

    كل من الأسمدة العضوية والحيوية أسمدة طبيعية صديقة للبيئة تعمل على تحسين خواص التربة وزيادة خصوبتها ولكن الاختلاف بينهم يتمثل في أن السماد العضوي مصدر للعناصر غذائية ويحتوي على كائنات حية ولكن غير معلوم عددها بينما السماد الحيوي لا يحتوي على عناصر غذائية ويحتوي على كائنات حية ذات نطاق يمكن قياسه.

ويمكن توضيح الفرق بينهم في الصورة التالية

ما الفرق بين المخصب الحيوي والسماد الحيوي؟

    المخصب الحيوي هو مادة تحتوي على مغذيات نباتية، أو هرمونات، أو منشطات ويحتوي أيضًا على كائنات حية تعمل على توفير عناصر مغذية للنبات أما بالنسبة للسماد الحيوي هو مادة تحتوي على كائنات حية توفر العناصر المغذية للنبات وهذه نقطة التشابه بينهما ولكن الاختلاف يكون في أن الأسمدة الحيوية ليست مصدرًا للعناصر الغذائية بصورة مباشرة كما هو الحال في المخصبات.

ويمكن القول إن كل سماد حيوي هو مخصب حيوي وليس كل مخصب حيوي سمادًا حيويًا.

كيف تصنع السماد الحيوي؟

    سنذكر هنا طريقة إنتاج الأسمدة الحيوية في المزرعة بطريقة المعالجة الهوائية.

يجب مراعاة أن تكون عملية التصنيع في مكان بارد جاف وغير معرض لأشعة الشمس المباشرة والحرارة العالية.

المكونات الأساسية

• خزان أو برميل سعة 200 لتر.
• 20 لترًا من روث الحيوانات ويفضل أن يكون روث أبقار، أو ماعز، أو أرانب، أو حصان.

ملحوظة:- لا تستخدم مخلفات الدجاج والخنازير لأنها تتطلب رعاية صحية أكبر ولا تستخدم مخلفات الكلاب والقطط تحت أي ظرف. كما يجب مراعاة عدم تلقي الحيوانات أي مضادات حيوية في الأسبوع الماضي قبل إنتاج الروث.

• 40 لترًا من المواد النباتية غير المعالجة ومراعاة أن تكون مقطعة.

ملحوظة:- إذا كانت هناك أصناف نباتية مقاومة للأمراض أو طاردة للحشرات يفضل استعمالها لإعطائك سمادًا حيويًا يحتوي على نفس الخواص.

• ماء نظيف حوالي 200 لتر كحد أدنى.

طريقة التصنيع

1. وضع كل كمية الروث الطازج في البرميل 200 لتر.
2. إضافة جميع المواد النباتية المفرومة على الروث في البرميل.
3. استكمال باقي البرميل بملء الماء النظيف.
4. يتم التقليب بعصا ثم تغطية البرميل واتركه للتخمير.
5. يتم التقليب يوميًا لمدة 30 يومًا.
6. بعد اكتمال 30 يومًا تتم تصفية المحلول الموجود في البرميل من خلال غربال شبكي أو قطعة قماش.
7. تتم تعبئة المحلول المصفى في زجاجات وغلقها بغطاء محكم الغلق.
8. تخزين الزجاجات في مكان بارد وجاف.

ملحوظة:- يمكن استخدام الجزء الصلب المحتجز في الغربال بإضافته في التربة الزراعية مباشرة إذ إنها مصدر جيد للمواد العضوية التي تمد النباتات بالمغذيات.

    نستنتج مما سبق أن السماد الحيوي قابل للحياة اقتصاديًا، وصحيح بيئيًا، ومثبت علميًا؛ فهو الحل لزيادة خصوبة التربة، والحد من تلوث البيئة نتيجة الاستخدام المتزايد للأسمدة الكيماوية والذي أدى إلى تسمم المزارعين أنفسهم بشكل خاص والمستهلكين بشكل عام. ومع الطلب الزائد على الأطعمة الصحية والخالية من متبقيات الأسمدة الكيماوية ازداد الاهتمام باستخدام مدخلات زراعية آمنة لا تسبب تلوثًا للبيئة. وفي هذا السياق يرتفع دور الأسمدة الحيوية كحل لإنتاج غذاء صحي بطريقة لا يحدث فيها تلوثًا للماء، أو الهواء، أو الحيوان.